تائهٌ بين تفاصيلك

- تائهٌ بين تفاصيلك -

لم أجد طعماً أجمل وأطهر للحياة إلا وأنا بين يديكِ
لم يعد الحب هو عذري الوحيد في عشقِ عينيكِ
فقد تعددت الأسباب وكثرت الكلمات التائهة في مخيلتي
وفاضت الأحاسيس داخل قلبي
وأصبح موجكِ أعلى مما اعتدت عليه وبات التفكير في ركوبة تهوراً......
* * *
لقد أضناني البعدُ المقدّر وغلبني الشوق لعينيكِ
لكني لم أزل متمسكاً بذلك الخيط المنسدل
كشعرةٍ من الحرير الذي يكسو كتفيكِ
كلما حركته نسمةُ هواءٍ ضائعة أشتم رائحةَ الشطئان وزهرة من النرجس
كأنما علقت خلف أذنك بعد قطفها بلحظات
تحملني تلك الرائحة وتلقي بي على أقرب مركب وتنطلق مبحرة بي نحو المطلق.......
* * *
عندما أراك حبيبتي......
كم أكون متشوقاً لرؤية عينيك الخجولة
اللتي لا تجرئ على رفع سهامها الحادة لتنظر إلى عيوني
لا يكون بيدي سوى التأمل حتى تأتيك تلك اللحظه الغير متوقعه ودون ميعاد من الجرأة والشجاعة
فتصيبني سهام عينيك وتبقني وحيداً جريحاً أنزف حباً..........

عندما تراكي عيوني أحس بأنها تريد مفارقتي لتغمرك بكل قوة وتنزل دمع الشوق على قميصك المخملي
في كل مرة أتأملك فيها أراك جالسة أمامي تتكلمين أو تبتسمين أنظر إليك كما لا أنظر لإنسان
أراكي كالشمعة المضائه أمام عيناي وأنا أذوب عنك
كل ما حولك وحولي يتحول إلى ظلمه فلا يبقى شيء أمامي غيرك أنت
في تلك اللحظه أنسى وأشطب كل ما في مخيلتي من أفكار
أحس بكل أعضاء جسدي معطله سوى عيناي وقلبي
فلا أعود أفكر وأنظر الا بتفاصيل وجهك الدافئة أتأملك لحظة بلحظة
أغوص داخل عينيك الفلكيتان وأسبح في مدارهما بين الكواكب اللؤلؤية والأقمار العسلية
في عينيك أرى بحوراً وشطئان ومراكب ترسو محملة بالياقوت والمرجان
ترسم رحلتها داخل عينيك للمجهول
حاولت اللحاق بها مصادماً الأمواج..... فأغرقتني مراكبك ولم تغرق...!!
* * *

في عينيكِ عشت خمس فصول ولم أجد للوقت وجود
ظلام يخيم ونهار يشرق دون وقت محدد
فعجزت عن حساب الأيام والأشهر والسنين
في عينيك رأيت التقلبات المناخيه والفكريه والخلقيه
كأنما أعيش في جزيرة تخلق نفسها كل يوم من جديد بشكل أجمل من السابق
وفي سمائها أرى طيوراً بحريه تبحث عن أشجار لم تخلق وتعود باحثة عنها كل يوم علها خلقت...؟؟
* * *
صوتك حبيبتي ............
صوتك ليس مجرد صوت عذب أسمعه
صوتك يعزف في أذني كاّلة موسيقيه لم أسمعها قبلاً بل لم يسمعها أحد من قبل
كل همسة منه تملكني تأسرني تثيرني تجذبني
تدخل في أعماقي فأحسها ترعشني بكل ذرة من جسدي

فيملئني الشوق لرموشك الكثيفه كغابة أمازونيه
اللتي كلما نظرت إليها أجد نفسي داخل سجن لا أريد الخروج منه
كل رعشة من صوتك تذكرني بشفتيك الكرزيه
مع كل كلمة من صوتك اللذي لا زال يلمسني ويمطرني كشلال منهر يسقظ ذرة بذرة
أتخيل شفتيك تتحرك بنعومة خياليه مع هذا الصوت العذب
في كل حرف أسمع نغمة تدق أوتار قلبي وتعزف به دون رحمة!

* * *

عندما تغرسين يدك بين أصابعي أقبلها كقطة بيضاء نائمة
في كل قفزة من أصابعك داخل يدس تغزلين حريرا ناعما يشعرني بحر تموز
تفقدني تلك اليد الغجرية صبري ....
فأغزو الساحة البيضاء فوق نهديك حاملاً سلاحي الأبيض
راسماً أشعاراً بماء من ذهب
لكنك بعرق جسدك المعطر مسكاً كغزالة برية عابثه تمحين ما أكتب
فأعود مهزوماً فاقداً صبري من جديد......!!!
* * *

أنا أسافر كالطفل بين تفاصيلك الرائعة
أتنقل كاللص كمن يسرق ياقوتة غالية
بين سنابل شعرك العاجي كنت أجري مسابقاً للريح
وأدخل في مدار عيناك الفلكيتان باحثاً في المجهول
وأستلقي على شفتيك الكرزية منتشياً بصوتك العذب
أروح صاعداً هابطاً بين أرتاف قميصك وخباياه محاولاً الوصول لقمة نهديك الشامخان كجبل لا يقهر

سيدتي لا تفقديني صبري فأنا رجل عربي لا أحلم بأكثر من امرأة جميله أعشقها وكوخ ومدفئة من الحطب واطفال يلهون حولي ....

لا تبحثي عني بين كل تلك التفاصيل
فلن تجديني من عينيك حتى أخمص قدميك
أنما أنا بداخلك في قلبك أسكن في وطني
ولن تستطيعي سلب هذا الرجل الهويه ولن تغتصبيني من أرضي ووطني حياً كنت فيه أم ميتاً......