ناشدت الأسيرة الفلسطينية المحررة تغريد سعدي التي أطلق سراحها الأسبوع الماضي، منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية سرعة التدخل لإنقاذ زميلاتها الأسيرات الفلسطينيات داخل السجون الصهيونية من القمع والتنكيل الذي يتعرضن له من قبل سلطات الاحتلال داخل السجون.
وكانت تغريد ابنة سخنين المحتلة منذ عام 1948 قد قضت ست سنوات داخل السجن بعد إدانتها بتهمة التخابر مع "عميل أجنبي" وتقديم معلومات يسّرت تنفيذ العملية الفدائية في سوق "محانيه يهودا" في القدس الغربية عام 2002 على يد عندليب طقاطقة.
وفي حديث للجزيرة نت من منزلها عبرت سعدي عن شعورها بالفرح لإطلاق سراحها، لكنها نشعر أيضا بالأسى لبقاء صديقاتها وزميلاتها داخل السجون الصهيونية.
وكشفت أنهن يتعرضن لتصعيد في القمع والتنكيل، مشيرة إلى حرمانهن المتعمد من وسائل التدفئة وسط عتمة الأسر.
وأوضحت سعدي أن أجواء الغرف في سجن "الشارون" هذه الأيام لا يحتملها أشد الرجال صلابة جراء الرطوبة وانعدام الهواء وضوء الشمس والبرد، وقالت "إن المكوث في العراء أرحم من غرف السجون.. في العراء يرى الإنسان على الأقل أشعة الشمس".
وأشارت إلى وجود نحو 100 أسيرة فلسطينية داخل السجن بعضهن مريضات ومحرومات من تلقي العلاج، وأن عددا منهن بحاجة إلى عمليات جراحية لكن إدارة السجن ترفض نقلهن إلى المستشفى، بينما تعاني أسيرة أخرى من مرض السرطان.
حوامل وأطفال
وأوضحت سعدي أن هناك أسيرة من قطاع غزة هي فاطمة الزق، حامل في شهرها التاسع وتوشك على الولادة، لا تقوى على النهوض من سريرها المتواضع بسبب البرد الشديد في انتظار حكمها بعد اختطافها من قطاع غزة العام الماضي.
واستشهدت الأسيرة المحررة بحالة الطفلة غادة زيتاوي (عام ونصف) التي تعيش مع والدتها الأسيرة خولة زيتاوي، وقالت "في محيطها لا تجد الطفلة غادة ما يذكرها بطفولتها من حيث الغذاء أو الدواء".
دموع الفرح بلقاء الأهل من جديد (الجزيرة نت)
ومن أجل حماية الطفلة من مخاطر البرد تبقيها والدتها طي الفراش ساعات طويلة حتى تصاب بالضجر وما تنفك تبكي تطالب الخروج من الغرفة فتبكي والدتها معها فما باليد حيلة".
وأكدت سعدي وجود 15 أسيرة ممن يحرمن منذ سنتين من لقاء أزواجهن الأسرى في سجون أخرى بخلاف كافة القوانين المحلية والدولية، داعية جمعيات حقوق الإنسان والأسير لفضح هذه المأساة وتخفيفها.
وكشفت أن السلطات الصهيونية تمارس في الآونة الأخيرة سياسة العقوبات الجماعية حيث تخضع الأسيرات للعقاب بالحرمان من الاستراحة ومن إدخال الملابس، علاوة على منع وصول المراسلات والمساعدات والعزل لعدة شهور إذا ما وقعت مشكلة بين السجانين والأسرى في أحد المعتقلات.
واستعادت تغريد تجربتها مع الأسر برفقة زميلتيها الأسيرتين أحلام التميمي وسناء شحادة في ظروف عزل لمدة خمسة شهور العام الماضي بعد توجيه تهمة التحريض لهن.
وأوضحت أنها أودعت وزميلتاها في غرفة تكاد لا تتسع لشخصين، وأضافت "لم نقو على التمييز بين الليل والنهار إلا حينما يستدعى أحد أسرى العزل للتحقيق، فكان يعود ويصرخ من معزله لينبئنا بالتوقيت".
وقالت الأسيرة المحررة إن معاناتها في العام الأول من الأسر كانت قاسية جدا لتعلقها ببيئتها الاجتماعية وتغير عالمها رأسا على عقب، وأشارت إلى أنها تستعد لاستكمال تعليمها الجامعي الذي قطعه الأسر عام 2002 لافتة إلى أنها استعانت بالقراءة وكتابة القصائد والمقالات لتمرير الوقت ومجابهة قهر السجون.